عدد المساهمات : 465 تاريخ التسجيل : 04/06/2011 العمر : 29 الموقع : مدينةالحب
موضوع: يوميات شاب من بتاع اليومين دول الأربعاء يوليو 06, 2011 4:41 pm
اليوم أول أيام (طارق) فى العمل ، برغم أنه تشاءم مما حدث لـ (هيما) ، و لكنه أقنع نفسه بأن الأمر مختلف ، و أن (هيما) نحس و شؤم و بيغرق فى شبر ميه . استيقظ فى العاشرة صباحاً و توضأ و صلى الصبح و جلس على السجادة يدعو الله تعالى أن يوفقه و كان – بجهل منه - من ضمن الناس الذين يظنون أن صلاة الفجر ممتدة حتى يؤذن الظهر و صلاة العشاء ممتدة حتى يؤذن للفجر ، برغم أن آخر موعد لصلاة الفجر هو شروق الشمس و آخر موعد لصلاة العشاء هو منتصف الليل . المهم ... لبس اليونيفورم الجديد و نزل إلى الشارع مبكراً حتى يلحق بالموعد فيُكَوِّن بذلك انطباعاً جيداً عنه من أول يوم كان معرض السيارات فى حى ( عين شمس ) فوصل إليه قبل موعده بنصف ساعة عل الأقل و ذهب إلى صاحب المعرض الحاج ( فوزى) فوجده جالساً فى مكتب فخم ، زجاجى يطل منه على المعرض كله ، فقابله مقابلة جيدة و طلب له شاى الصباح فوزى : إن شاء الله تنبسط معانا يا (طارق) طارق : بإذن الله يا حاج فوزى : أهم حاجة فى شغلنا إن الوحد يكون مصحصح و نبيه و ناصح . طارق : طبعاً يا حاج ... دى أهم حاجة فوزى : فى شغلنا ده حتقابلك أصناف غريبة .... الطيب و النصاب و الأمين و الحرامى ، أهم حاجة محدش يضحك عليك طارق : إن شاء الله يا حاج فوزى : إحنا هنا عشرة ، أنا ،و الأستاذ ( مجدى) مدير المعرض و اللى ماسك الحسابات ، الأستاذ (محسن ) بياع ، الشيخ ( صبرى ) بياع برضه و الشيخ (شكرى) ميكانيكى ، الأسطى ( جمال) كهربائى سيارات ، و موظف الأمن اللى هو انت و زميلك اللى بتغير معاه ، و (شوقى ) عامل نظافة و ( منير) عامل بوفيه ، عاوزك تتعرف عليهم طارق : حاضر يا حاج ثم أعطاه ملفاً به بيانات كل واحد منهم كاملة ليتعرف عليهم على مهل فوزى : إنت المفروض حتقعد على المكتب اللى جنب الباب و عينك على اللى داخل و اللى خارج و اللى تشك فيه تتابعه كويس و تيجى تبلغنى طارق : مفهوم يا حاج فوزى : لازم كل يوم تمر على طفايات الحريق تتأكد إنها شغالة طارق : إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا حاج بعد ذلك نادى الحاج (فوزى) الأستاذ ( مجدى) ليتعرف على (طارق) و يأخذه يطوف به على الموظفين و تم التعارف بسرعة ثم ذهب إلى مكتب الأمن و تسلم الوردية من زميله و جلس لأول مرة على المكتب الذى يكشف المعرض كله مسروراً بالمكتب و الهاتف ، و تمنى لو اكتملت هذه المظاهر بمسدس يضعه فى جانبه و لكن الأحداث التى حدثت بالأمس مع الباش مهندس( هيما) جعلت الشركة تسحب كل المسدسات من موظفيها ... مر الوقت بطيئاً فحركة البيع و الشراء كانت ضعيفة جداً فكان يزجى وقته بالتطلع إلى ملف العاملين الذى أعطاه إياه الحاج (فوزى) ليتعرف عليهم ، و انشغل بالتطلع إلى بيانات الموظفين و صورهم ، ثم سمع طرقاً على الباب و دخل شاب وسيم ذو لحية مهذبة و رائحة طيبة يرتدى قميصاً بسيطاً و بنطلوناً قصيراً ، فانشرح طارق لرؤيته فقد ذكره بخاله ( كرم ) و بـ ( أسامه ) الذى أقرضه الحذاء . وقف طارق لتحية الداخل و قابل ابتسامته بمثلها و مد يده لتحيته و تذكر أن اسمه الشيخ ( صبرى ) البائع صبرى : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته طارق : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته صبرى : أنا جيت أتعرف عليك ، و أعرفك بنفسى طارق : يا أهلا و سهلاً صبرى : أنا أخوك (صبرى ) بكالوريوس تجارة و باشتغل هنا بقالى أربع سنين طارق : و انا إسمى (طارق) سنة تانية كلية تجارة صبرى : برافو عليك .... أنا أحب الإنسان المجتهد طارق : أهو منه تغيير ، و منه أحاول اعتمد على نفسى صبرى : جميل ... و بالمناسبة الحلوة دى عاوز أديلك هدية تفتكرنى بيها طارق : هدية ؟! مد صبرى يده فى جيبه و أخرج مصحفاً صغيراً جميلاً و أعطاه لطارق الذى تناوله منه فى سرور صبرى : بس على شرط طارق : شرط إيه ؟ صبرى : إنك تقرا فيه على الأقل صفحة كل يوم طارق : ( مبتسماً ) إن شاء الله ... و هدية مقبولة ... إنت عارف ..حضرتك بتفكرنى بإنسان بحبه جداً صبرى : مين ؟ طارق : أنا لى خال يشبهلك كتير ... و كلامه زيك كده صبرى : و الله ... ربنا يكرمه يا رب ... ابقى سلم لى عليه و إن شاء الله لو فى فرصة أحب إنى اتعرف عليه ثم انبعث صوت الأذان من مسجد مجاور فأطرق (صبرى) فى خشوع و أخذ يتمتم بكلام لم يسمعه (طارق ) فأخذه الفضول و لكنه سكت حتى انتهى الأذان و رفع (صبرى) رأسه طارق : ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟ صبرى : اتفضل طارق : حضرتك كنت بتقول إيه دلوقت ؟ صبرى : كنت باردد الأذان ، يعنى بقول ورا المؤذن زى ما بيقول طارق : ليه ؟ صبرى : عشان النبى صلى الله عليه و سلم علمنا كده ، قال :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول .. " أحب (طارق) (صبرى) من أول لقاء و سره أن يكون معه فى مكان واحد مثل هذا الإنسان المحترم صبرى : ( ينهض) انت بتصلى يا أخ (طارق) ؟ طارق : آه أمال إيه طبعاً لم يذكر له أنه بدأ الصلاة من يومين اثنين صبرى: طيب إحنا بنقفل المعرض علينا وقت الصلاة و بنصلى كلنا جماعة ، تعالى اتوضا و صلى معانا خرج (طارق ) من المكتب و ذهب ليتوضأ و خرج من الحمام ليجد ( صبرى ) فى انتظاره ليريه مكان الصلاة ، فتأبط ( صبرى) ذراع (طارق) و كأنه يعرفه من زمن فأحس ( طارق ) بالألفة الشديدة و سار إلى حيث مكان الصلاة منشرحاً صلوا السنة و أقام الصلاة أحدهم ثم قدموا ( صبرى ) ليأمهم فحدث أمر غريب فجأة و بدون مقدمات اندفع الشيخ ( شكرى ) و اتخذ مكان الإمام ، متجاهلاً نظرات الإستنكار فى وجوه المصلين الشيخ شكرى : استقيموا يرحمكم الله .... الله أكبر انزعج (طارق) طبعاً لهذا الأمر ثم التفت إلى (صبرى) الذى ابتسم له فى هدوء و أشار إليه أن اطمئن ثم التفت إلى القبلة و دخل فى الصلاة . الشيخ شكرى : سمع اللهِ ( بكسر لفظ الجلالة ) لمن حمده و أخيراً بعد تطويل شديد انتهى من الصلاة ثم سلم و التفت إلى المصلين ينظر إليهم و كأنه يتحداهم انشغل كل منهم بالتسبيح و تطلع طارق إلى الشيخ (شكرى) الذى كان فى حوالى الأربعين من العمر و يبدو عليه أنه غير متعلم بعد قليل انصرف كل منهم إلى مكانه و قام ( صبرى ) و ( طارق ) و ذهبا معاً و الشيخ ( شكرى ) يتابعهم ببصره ذهب (صبرى) إلى مكانه و ذهب (طارق) إلى مكتبه و ذهنه مشغول بما حدث بعد قليل دخل عليه الشيخ (شكرى) شكرى : إزيك يا أخ (طارق ) طارق : الله يسلمك ... إزيك يا عم الشيخ شكرى : نحمد ربنا ... أول يوم ليك النهاردة مش كدة ؟ طارق : آه فعلا شكرى : بقول لك إيه يا أخ (طارق) طارق : نعم شكرى : إنت تعرف اللى اسمه ( صبرى) ده قبل كده طارق : أبداً ... أنا لسه متعرف عليه النهاردة شكرى : طيب ... بص يا أخ (طارق) النبى صلى الله عليه و سلم قالنا : " الدين النصيحة " و أنا عاوز أنصحك لوجه الله طارق : خير إن شاء الله ؟ شكرى : أنا عاوزك تقصر معاه على قد ما تقدر طارق: ( مستغرباً) ليه ... ده راجل كويس شكرى : إسمع الى بقولك عليه .... مش عاوزك تنخدع فى الناس كده على طول ... خلى عندك شوية حذر طارق : (قلقاً) حضرتك ليه بتقول الكلام ده ؟ شكرى : ده إنسان مش كويس ... منهجه فاسد طبعاً (طارق) لا يعرف معنى كلمة منهج أصلاً طارق : يعنى إيه ؟ شكرى : يعنى مبتدع ، ضال مضل ، ماشى على كلام شيوخ الضلالة اللى ربنا ابتلانا بيهم اليومين دول طارق : مش فاهم حضرتك تقصد إيه شكرى : بص مش حينفع أقولك على كل حاجة من أول مرة ... المهم عاوزك تكون حذر عشان محدش يفسد عليك دينك ... مش كل حاجة يقولها لك تصدقها طارق : الراجل مقالش حاجة ... ده يدوب لسة متعرفين قبل الصلاة شكرى : ما هو كده زى التعبان ... عاوز يسمم أفكار الناس ... و أنا حاولت إنى أخليه يسيب الضلالات اللى هو عليها دى مفيش فايدة طارق : طيب حضرتك ممكن تقولى بس هو بيعمل إيه غلط ؟ شكرى : ما انا قلت لك منهجه فاسد طارق : يعنى إيه ؟ شكرى : أصله شكله كده باين عليه من الخوارج طارق : خوارج ؟!!... يعنى إيه خوارج ؟ شكرى : مش عارف بالضبط ... بس الشيخ بتاعنا قالنا إن الناس دى خوارج ... بيتهألى إن الخوارج دول اللى هما بيخرجوا فى سبيل الله طبعاً (طارق ) غير فاهم و غير مقتنع شكرى : انت بتصلى فين يا أخ (طارق) ؟ طارق : بصلى إيه ؟ شكرى : بتصلى الجمعة فين ؟ طبعاً (طارق) لا يذكر آخر مرة صلى فيها الجمعة طارق : فى جامع صغير كده جنب بيتنا شكرى : بتحضر دروس ؟ طارق : ( يبتسم ) دروس إيه ؟ دا أنا حتى ما بروحش الكلية شكرى : لأ مش قصدى ... أنا قصدى بتحضر دروس لحد من المشايخ ؟ طارق : دروس دين يعنى .. ؟ لأ شكرى : و لا بتسمع شرايط لحد ؟ طارق : لأ ... بس ساعات باتفرج على التليفزيون على قناة الحكمة ... خالى بيقولى الشيوخ اللى فيها كويسين شكرى : لا حول و لا قوة إلا بالله ... حكمة إيه بس؟... دى المفروض يسموها قناة الضلالة طارق : الله !!! ليه كده ؟ شكرى : ما هو ده بقى المنهج اللى بقولك عليه ... لو عرفت المنهج الصحيح مش حتنخدع فى كلام الشيوخ دول طارق : ( مرتبكاً ) يعنى إيه طيب ؟ شكرى : لما تدرس المنهج حتعرف مين هم المشايخ اللى تاخد منهم العلم الصحيح طارق : إمممم شكرى : شوف انت ربنا بيحبك ... فيه قريب من هنا مسجد بيدرس فيه شيخ بقاله عشرين سنة ما بيدرس حاجة غير المنهج طارق : يا عم الشيخ منهج ده اللى هو ازاى يعنى ؟ شكرى : شوف أنا بقالى أكثر من خمستاشر سنة باحضر له و لسة بحاول أعرف المنهج ... الموضوع مش سهل ... ده موضوع كبير طارق : يعنى أنا المفروض أقعد عشرين سنة عشان أعرف المنهج ده ؟ شكرى : المهم تحاول ... و تحاول تحضر معايا للشيخ ده .. حيعجبك قوى طارق : حيعجبنى ازاى يعنى ؟ شكرى : ما بيهموش حد ... مدام لوجه الله ... بيضرب فى التخين ... ما شاء الله عليه ..... جريء طارق : يعنى بيتكلم فى السياسة و كده ؟ شكرى : (منقبضاً ) لأ سياسة إيه؟ ... إحنا ملناش دعوة بالسياسة ... الحاجات دى سيبناها لأهلها ... إحنا بتوع منهج طارق : (فى سره) يا دى النيلة على المنهج ( ثم بصوت عال ) أمال بيتكلم فى إيه ؟ شكرى : بيتكلم عن العدل و التجريح طبعاً هو يقصد ( الجرح و التعديل ) طارق : يعنى إيه ؟ شكرى : يعنى يقولك الشيخ ده اسمعه و الشيخ ده ما تسمعوش طارق : و قال نسمع مين بقى ؟ شكرى : و الله قالنا ما تسمعوش لحد خالص طارق : يعنى نسمعله هو بس ؟ شكرى : آه عشان هو صاحب منهج ... أما المشايخ دول معندهومش منهج طارق : برضه بيقولي منهج ؟ شكرى : أمال إيه .. المفروض الواحد يتعلم المنهج قبل أي حاجة .... و اما تيجى معايا عنده حتفهم الكلام ده طارق : إذا كان انت بقالك خمستاشر سنة و لسة مفهمتش شكرى : ما أنا قلت لك الموضع كبير طارق : ربنا يسهل يا شيخ شكرى : ممكن نروح من هنا بعد الشغل ... هو درسه مرتين كل أسبوع طارق : ربنا يكرم إن شاء الله شكرى : المهم مش عاوزك تسمع كلام اللى اسمه (صبرى) ده ... لو عاوز يبقى عندك منهج سليم ابعد عنه و عن اللى زيه طارق : ربنا يهدينا يا عم الشيخ شكرى : لأ ده دينك لازم تحافظ عليه ... شوف أنا باعمل إيه ... مبخليهوش يصلى بينا أبداً ... طارق : آه ما أنا أخدت بالى شكرى : و بعدين سيبك من القنوات اللى طالعة جديد دى ... كلها مشاكل ... و حتأثر على منهجك طارق : بس الناس كلها بتشكر فيها ، و خالى قالى إن فيها مشايخ محترمين قوى شكرى : ( باستهزاء) زى مين بقى ؟ طارق : زى الشيخ (محمد حسان) شكرى : أهو ده أخطر واحد ... الشيخ بتاعنا قالنا إنه مش مخلص و إنه بيمثل طارق : بس كلامه كويس أنا سمعته شكرى : ما هو طول ما انت مش دارس المنهج ممكن تتغر فى أى واحد يطلع فى التليفزيون أو يقولك خطبة أو يطلع له شريط طارق : و الشيخ ( أبو إسحق) شكرى : ( و قد انقلبت سحنته ) أعوذ بالله ...أوعى تسمع له طارق : (مندهشاً) ليه بس ؟ شكرى : الشيخ بتاعنا بيقول لنا إنه مش عالم و لا حاجة و إنه بيتظاهر بأنه عالم .. عشان راح سمع شويه من الشيخ (الألبانى) طارق : مين الشيخ (الألبانى) ده ؟ شكرى : إنت مش عارف الشيخ الألبانى ... ده عالم كبير قوى .... باين كان بيشتغل فى التفسير ... طارق : طيب فيه واحد اسمه الشيخ ( وجدى غنيم ) دمه خفيف قوى و بحب اسمعه شكرى : يا نهار اسود ... ده إخوانجى ... ده ضال مضل مبتدع قطبى سرورى طارق : هه ... امال أسمع مين ... أسمع أم كلثوم ؟ شكرى : و الله أرحم من مشايخ السوء دول ثم نهض و سلم على طارق على وعد بلقاء آخر طبعاً طارق كان عقله مثل البليلة .... لم يعد يفهم شيئاً ، كان يعتقد أن كل من لهم لحية مشايخ فضلاء يسمع منهم و يصدق ، و لكن هذه المرة يسمع كلاماً عجيباً المنهج ، العدل و التجريح ، ضال مضل مبتدع قطبى سرورى ، سب فى مشايخ تجلهم الناس و تحترمهم ، و لم يسمع منهم إلا كل طيب كان بفطرته و قلبه لا يصدق هذا الكلام ، و بخاصة أنه سمع خاله أكثر من مرة يمدح فى هؤلاء المشايخ استغرق وقتاً طويلاً فى التفكير حتى سمع أذان العصر فتذكر الترديد وراء الأذان فبدأ يردد خلفه ثم خرج للصلاة ، و تكرر نفس الأمر و اندفع الشيخ (شكرى) ليؤم المصلين . عاد إلى مكتبه و قد بدأ الزبائن فى التتابع فنسى ما حدث و بدأ يتابع ذلك العالم الجديد الذى يراه لأول مرة عالم السيارات ... ذلك العالم الغريب الذى يتمنى أن ينضم إليه قام من مكتبه ليقوم بجوله فى المعرض و يشاهد السيارات التى يراها فى المجلات عن قرب ، ثم قام بعمل رسم كروكى للمعرض و مكان طفايات الحريق ثم ذهب إلى مكتبه ،و أخرج ملف العاملين و فتح صفحة الشيخ ( شكرى) و نظر فى خانة المؤهل الدراسى فوجد أنه يحمل الإعدادية . مر الوقت سريعاً و اندهش لأن أذان المغرب قد ارتفع ، فقام و توضأ و انضم إلى الجماعة و هو يستشعر رضاً عن نفسه لأنه قد صلى جميع الصلوات حتى الآن . اصطفوا و بدأوا الإقامة للصلاة و كان الشيخ (شكرى) مازال يتوضأ ، و كاد المؤذن ينتهى من الإقامة و قد قدموا ( صبرى) فإذا بالشيخ (شكرى ) يندفع جرياً من الحمام و الماء يتساقط من لحيته فيفتح فرجة فى الصف الأول و يجذب (صبرى) من ذراعه و يقول : شكرى : مش أنا قلتلك متصليش إمام قبل كده ؟ اغتاظ المصلين جداً من هذا الحدث و انفعل الاستاذ ( مجدى) مدير المعرض مجدى : جرى إيه يا (شكرى) ميصحش كده .. دى مش طريقة كان (صبرى) ساكتاً و احمر وجهه و لكنه لم ينبث بكلمة ، و (طارق) يتابع الموقف بانفعال شكرى : ده مينفعش للإمامة يا أستاذ (مجدى) مجدى : ليه بقى إن شاء الله ؟ شكرى : عشان ده مبتدع صبرى : خلاص يا جماعة .... اتفضل صلى يا (شكرى) شكرى : (بسخرية غلولة) يا سلام يا أخويا عليك و على تمثيلك مجدى : خلاص بقى يا (شكرى) ... مينفعش كده ... إحنا داخلين على صلاة يلتفت شكرى إلى القبلة ، و يرفع يديه مكبراً شكرى : الله أكبر .... بسم اللهُ الرحمنُ الرحيم ( بالضم) ثم قرأ الفاتحة بطريقة لا يقرأ بها الأطفال ، مليئة بالأخطاء ، لدرجة أن أقل المأموين علماً كان يستطيع أن يقرأها افضل منه ناهيك أن صوته كان أجشاً مزعجاً ، ثم قرأ سورة الغاشية فأخطأ فى منتصف السورة فرده (صبرى) فلم يلتفت إلى رده و آثر أن يركع على أن يصحح له (صبرى) و أخيراً انتهت الصلاة و التفت إلى المصلين كعادته و نظر إليهم يترقب انطباعاتهم و نظرات التحدى فى عينيه . قاموا و قام (طارق) و مشى معه إلى مكتبه (صبرى) و جلسا معاً صبرى : حتعمل إيه دلوقت ؟ طارق : حاختم الصلاة صبرى : إزاى ؟ طارق : حاقول سبحان و الحمد لله و الله أكبر 33 مرة صبرى : ( مبتسماً) بص ... إحنا ختمنا الصلاة لما سلمنا ... دى اسمها أذكار ما بعد الصلاة بعد قليل سأل (طارق) (صبرى) طارق : هو انت منهجك إيه يا أستاذ (صبرى) ؟ صبرى : ( يضحك) هو (شكرى) قعد معاك ؟ طارق : آه قعد قعدة كبيرة ؟ صبرى : و قالك إيه ؟ طارق : قعد يكلمنى عن المنهج ، و العدل و التجريح و يشتم فى المشايخ صبرى : ( يبتسم فى هدوء) بقولك إيه .. مش انت قلت لى إنك ليك خال ملتزم طارق : آه صبرى : أما تقابله اسأله عن كل اللى سمعته ... و ابقى تعالى قلى قالك إيه ... ماشى ؟ طارق : ماشى صبرى : الساعة بقت سبعة ... المفروض إنى حامشى دلوقت ... مش عاوز حاجة ؟ طارق : ربنا يخليك صافحه (صبرى) و سلم عليه و انصرف جلس طارق على المكتب يفكر فى أحداث اليوم ، و فى كل ما قيل له و سمعه ، من الذى على حق و من الذى على خطأ ظل يضرب أخماساً فى أسداس ، و لما كان ضحل العلم قليل المعرفة فلم يصل إلى الحل الصحيح ، فقرر أن خير ما يفعله هو أن يرجئ هذا كله إلى أن يقابل خاله فيحكى له ما حدث ثم ينتظر منه أن يدلى له برأيه الذى يثق فيه . و لكى لا ينسى شيئاً مما حدث أخرج ورقة و قلماً و أخذ يخط فيها الخطوط الرئيسية لكل الحوارات التى دارت اليوم و الأحداث التى لم ترد له على بال قبل الآن وكتب في النهاية : " يا ترى مين اللى صح و مين غلط "
.............. نكمل الحلقة الجاية ............... مع ارق تحياتى