عتادت جميلة أن تستيقظ مع والدتها لصلاة الفجر,كانت تنهض بنشاط وتتوضأ وتصلي مع أمها ثم تتلو بعض آيات القرآن الكريم وبعدها تعود لفراشها لتهنأ ببعض النوم.
مراد هو الأخ الأكبر لجميلة ورغم أنه يحافظ على الصلاة إلا أنه يتكاسل عن أداء صلاة الفجر,حاولت أمه أن توقظه أكثر من مرة لكنه كالعادة يغط في نوم عميق.
دخل مراد على أخته جميلة ذات ليلة,فوجدها تجلس وبيدها مصحف تقرأ بعض آيات الله,اقترب مراد منها وجلس بجوارها في صمت حتى انتهت من قراءتها وهنا قال مراد:صوتك جميل في التلاوة يا جميلة.
ظهر الخجل على وجه جميلة وهي تقول:شكرا على هذه المجاملة.
أطلق مراد ضحكة قصيرة وهو يقول:هذه ليست مجاملة انها حقيقة.
تناولت جميلة المصحف من جوارها وفتحت صفحة وأشارت إلى سورة وهي تسأل مراد:ما اسم هذه السورة يا أخي ؟
نظر مراد الى السورة وقال:انها سورة الفجر.
ثم سألته:ولماذا سماها الله بالفجر؟
أجابها مراد:لقد سماها بالفجر لأنه أقسم وهذا دليل على عظمة الفجر.
ما إن بلغ مراد هذه النقطة حتى صمت قليلاً ثم نهض من مكانه مغادراً الغرفة,شعر مراد بالحزن لأنه يتكاسل عن أداء صلاة الفجر بينما أخته الصغيرة تحافظ عليها,شعر أن جميلة كانت توجه إليه رسالة لكن بطريقة مهذبة وكأنها تسأله عن سر تكاسله.
في هذه الليلة ام مراد مبكرا على غير عادته,تعجبت أمه من سلوكه فهو عادة يقضي بعض الليل في مشاهدة التلفاز,وماهي الا دقائق حتى نام الجميع ,وعند الفجر فوجئت الأم بيد تهزها برفق لتستيقظ ,ظنت أنها جميلة توقظها للصلاة,لكن المفاجأة التي أسعدتها أنه كان مراد,فرحت الأم كثيراً وطلبت منه أن يوقظ جميلة وعلى الفور ذهب ليوقظ أخته,كانت سعادة جميلة بلا حدود,وازدادت سعادتها حينما أمّهم في صلاة الفجر.