ملكة المنتدى مؤسسه المنتدى
عدد المساهمات : 1842 تاريخ التسجيل : 03/04/2011 العمر : 28 الموقع : R & R & E
| موضوع: لسلام للبشر الأربعاء يوليو 06, 2011 11:51 am | |
| (السلام للبشر ) حينما يمرّ بنا أحدهم دون أن يحـيّينا نرد عليه قائلين ( السلام لأ لله )والواقع أن هذا التعبير لايتفق مع مضمونه ودلالته ،والأصح منه أن يقال ( السلام من الله ) لأن الله سبحانه لا يحتاج لسلامٍ من أحد،فسلامه في ذاته ، والأصح من كليهما ،أن السلام من البشر وإلى البشر ،لأن الإنسان هو مصدر الخير والشر , منذ أن وُجد الإنسان على سطح هذا الكوكب ،والخوف يواكبه في كل خطوة يخطوها ،فالخوف من المجهول كان أول ارتعاشه دخلت قلبَه،ولعل المولود يصرخُ لدخوله إلى عالمٍ مجهولٍ بالنسبة له بعد خروجه من رحم أمه إلى تلك البيئة المغايرة لمستقره السابق ،وبعد أن تمرس الإنسان بعيشه مع الطبيعة داخله الخوف من ظواهرها ثم من مخلوقاتها المتوحشة المفترسة ،وبعد انتشار الناس في مجاهل الكوكب ،وتكاثرهم وتنقلهم بين واحاته وتجمعاته برز في الساحة خوف آخر،كان هذه المرة من الإنسان نفسه ،لأنه بسب أنانية البعض وتكاسلهم عن السعي لتوفير حاجياتهم الغذائية وغيرها،انتشرت مخوفات أخرى بسب طمع الأقوياء بمقدرات الضعفاء وسطوهِم عليها وإيثار أنفسهم بها ،مما أدى بالخوف أن يبقى رديفا لكل عابر سبيل ,ولما كانت المجتمعات الإنسانية لا تخلو من أناس طيبين، فقد عمل هؤلاء على إبداع تحيةٍ يتبادلها العابرون سُميت فيما بعد سلامُ ،لأنها تطـَمْـئِن كلٍ منهما أن مواجهَه لن يؤذيه ,فكان المعنى الضمني لها (امض بسلام فأنا لا أريد بك ضراً ) ولعل كلمة مرحبا التي يتبادلها الناس ،تتألف من كلمتين إحداهما (مُرْ)والثانية (حُبـّاً)وهي تحمل نفس المعنى الآنف الذكر .هذا ماتعنيه لفظة السلام بالأصل ،وقد تطورت فيما بعد لتدل على المشاركة الوجدانية أولاً،ثم المعرفة المتبادلة بين الطرفين ثانياً .لكن الحضارة في أيامنا هذه ،باعدت بين الأفراد،ومعها تراجعت تلك العادة المحببة بين الناس وأصبح واحدنا يمر بالآخر وكأنه لا يعرفه ،ولا يعني له شيئاً .قد يكون للمال تأثيرٌ على ذلك ،حيث يظن جامعهُ بأنه أضحى فوق مستوى من لا مال لديهم0 وقد يكون عدم التلاؤم والعناد والتعنت من قبل الطرفين هو السبب ،فلا يتنازل أحدهما لأن يسبق الآخرَ بالسلام ،ومن جانبنا نقول:لماذا هذا الغلط ؟فالإنسان أخو الإنسان في كل زمانٍ ومكان ،مهما باعدت بينهما أمور الدنيا0إني أرى الأمس في هذه أخـْيَـرَ من اليوم 0على الأقل كان واحدنا يقول للآخر( اذهب بسلام فأنا لن أؤذيك )أما اليوم فيمر به دون أن يحييه،وكأني به يقول في داخله (اذهب فأنا لن أكترث بك )ما هذا الاحتقار؟أليس هذا شريكه في الأصل والماء والهواء والغذاء وفي كل متاع الدنيا ؟أليس من العار أن يحتقر واحدنا الآخر، وكلنا من تراب،ومآ لنا إليه ؟ماذا يضير أحدنا إذا سلم على رفيقه،وجدد مقولة الآباء والأجداد التي تقول (اذهب بسلام) أو نقولها بتعبير آخر (إني أقدر إنسانيتك ) ما حالكم يا قوم ؟ألم يوْصِكم الله بالمحبة؟عودوا إلى نفوسكم وطهروها مما علق بها من نتن هذه الحياة الزائلة وتابعوا يداً بيدٍ لتجددوا مقولة الرب التي تقول (المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المحبة ). | |
|