كل منا يبحث عن الجمال.. كل منا يحب ان يقال عنه جميلا.. جذابا.. وسيما.. بل لا ينفك يبحث عن كل ما يزيده تألقا وجاذبية، كل منا يحاول أن «يهندس « شكله الخارجي بثياب أنيقة ومساحيق زائفة وننسى انها مجرد «ديكورات مؤقتة» سوف تزول مع اول مرة نغسل فيها وجوهنا بالماء وعندها يظهر الجمال الحقيقي هذا إن كان هناك جمال أصلاً إلى أن ينخدع الشاب بالفتاة وتنخدع الفتاة بالشاب !
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام ما هو الجمال بنظرنا ؟هل هو جمال الجسد الزائل؟ أم جمال الروح الدائم ؟
« الجمال جمال الروح» عبارة كثيرا ما نسمعها واصبحنا نرددها دائما، لكن هل نؤمن بها حقا في زمن اصبح فيه كثير من الناس يهتمون بمظهرهم الخارجي مهملين جمال أرواحهم وأخلاقهم متناسين أننا لا نملك اجسادا فقط بل نملك ارواحا وقلوبنا تنبض بداخلنا فلا معنى لجمال الوجه والمنظر دون جمال الجوهر، فهذه أم تريد أن تخطب لابنها فتاة فاتنة الجمال فهذا أول ما يهمها.. وهذا مدير شركة يعتبر الجمال احد متطلبات الوظيفة دون النظر الى المؤهلات العلمية والعملية!
صحيح ان المرأة الجميلة تمتلك القلوب الا ان المرأة الفاضلة تسرق بل وتأسر القلوب والعقول معا، واذا ما اجتمع حسن الوجه وجمال الخلق فذلك هو الجمال المطلق، وإن من يريد ان يحكم على جمال المرأة فلينظر اليها بعقله قبل عينه فالمرأة كتاب مفتوح عليك ان تتصفحه جيدا قبل أن تقتنيه فلا يغرنك غلافه الخارجي، فأي قيمة لوجه جميل بروح قاسية خبيثة فلا خير في الزهرة بدون عطرها، فجمال الروح جمال الشخصية وحلاوة الطباع طهارة النفس وعفتها طيبة القلب شفافيته النفس الفياضة بالرحمة والمودة والحنان تلك هي جميعها ملامح الجمال الحقيقي.
نعم بالتأكيد علينا الاهتمام بأناقتنا ومظهرنا الخارجي ولكن هذا لا يعني أن نهمل جمالنا الداخلي، كما لا يعني أن نحكم على الانسان من شكله وصدق من قال: «ليس الجمال باثواب تزيننا ان الجمال جمال العلم والأدب».
مما راقَ لي