انقل اليكن هذه القصه التي اثرت في
أنقل لكم قصة أخت لنا في منتدى ( ............) كانت عضوة فاعلة ، صاحبة علم ، ومحبة للخير ..
اسمها في المنتدى ( الصوت الهاديء ) ... مشاركاتها تجاوزت الأربعمائه ..
حقيقة تأثرت ، بل عجبت جدا ً من سيرتها ... العطرة ، وما أكرمها به الله جل وعلا قبيل وفاتها ...
سيرتها التي كتبها زوجها ... بنفسه ...
يارب .. يارب .. اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ...
واحسن خاتمتنا ياااااااااااااارب .. يااااااااارب ...
والان أنقل لكم ما كتبه زوجها :
(( (( أطال الله أعماركم ورزقككم حسن الخاتمة والفردوس الأعلى من الجنة
وحتى أضع أكثر الأعضاء في صورة الحالة التي توفيت فيها زوجتي فانني أقول ما يلي :
اسمها فاطمة مواليد عام 1397 هـــــ من سوريا وسجلت لديكم باسم الصوت
الهادىء لأن أكثر الناس يقولون لها أنها هادئة ولا تغضب أبداً وصوتها
ضعيف جداً
- نالت الشهادة الثانوية الفرع العلمي عام 1415
- نالت اجازة في أهلية التعليم الابتدائي عام 1417
- ثم درست في كلية الشريعة عام 1418 تخرجت من كلية الشريعة عام 1422 هـــ
- وحصلت على دبلومين بالاختصاصات الشرعية في علوم الحديث عامي 1423 و 1424
- والماجستير عامي 1425 و 1426 واجازة ثانية في الماجستير في عامي 1427 و 1428
- وهي حالياً في الفترة الأخيرة لتقديم رسالة الدكتوراة في علم الحديث
وكان من المقرر تقديم رسالتها في بداية العام 1432
- وكان ترتيبها دائما من مرتبة الشرف معدلها دائما تجاوز 95% في أقل
تقدير نالته ولكن قضاء الله عز وجل كان أقرب لها من تكميل دراستها التي
تعبت بها وكانت تواصل الليل مع النهار في تخريج الأحاديث والتحقيق وداسة
الرواة وعلم الرجال وشراء المراجع والاطلاع على كتب الأئمة والكتابة في
أكثر من ثمانين منتدى وموقع الكتروني في هذه الأمور
- كانت حافظة للقرآن الكريم منذ عام 1418 هـــ و حصلت على خمس اجازات
في عدة قراءات وكانت لجانب ذلك تقوم بتحفيظ القرآن في المعاهد الاسلامية
للأطفال صغار السن منذ عام 1420 واستمرت بذلك حتى قبل يوم واحد من
وفاتها يوم الاثنين 18 ذو القعدة وكان وردها اليومي من القراءة خمسة
أجزاء بعد كل صلاة لها جزء وهذا الأمر رسمته لنا في منزلنا منذ عام 1420
حتى الآن لم تتخلف عن قراءة الأجزاء في أي يوم وكانت تعدله في رمضان ليصل
الى عشرة أجزاء يوميا /// جزء قبل الصلاة وجزء بعد الصلاة /// وبصراحة
لم أستطع على متابعتها في ذلك لضيق وقتي وكانت تتفرغ في رمضان للعبادة
والقرآن الكريم ولا تشارك في الانترنيت حتى لا تضيع وقتها بدون القرآن
الكريم والقيام الذي واظبت عليه منذ 1418هــــ
- كانت تصوم الاثنين والخميس منذ بداية عام 1418هــــ الى أن توفيت يوم
الثلاثاء 19 ذو القعدة /////وبيان سبب أكثر تحديد بعض المحطات من عمرها
مرتبط بعام 1418 لأنها سجلت في كلية الشريعة في هذا العام وكانت أخذت على
نفسها عهد بعد المعصية وارتكاب الذنوب ما استطاعت لذلك سبيلا والصوم
والتهجد والقرآن ونبذ الغيبة والانتهاء عن أية كذبة منذ دخولها كلية
الشريعة //////
- وصامت يوم الثلاثاء لأنها رأت بالمنام قبل يوم من وفاتها أنها ستقابل
ربها وتريد أن تموت وهي صائمة فجددت كتابة وصيتها وأمرت أولادها بالتقوى
والمثابرة على حفظ القرآن الكريم والتدريب على تخريج الحديث وأوصت
برسالة الدكتوراة إلى مكتبة الجامعة حتى تتم الاستفادة منها-
وقامت ليلتها الأخيرة فجر الثلاثاء ساعات طويلة منذ الساعة العاشرة
ليلا حتى تسحرت قبل الفجر بدقائق ثم بقيت لصلاة الضحى وصلت حتى صلاة
الظهر وكنا نطلب منها أن تريح نفسها وأن المنام الذي رأته يبقى منام وهي
تقوم بواجبها وأن لا تحمل على نفسها فوق طاقتها فرفضت وبقيت تقرأ القرآن
الكريم حتى صلاة العصر ثم صلت ونامت ربع ساعة أو أقل بقليل ثم استيقظت
وهي مصرة أنها رأت منام آخر أنها ستفطر عند ربها عز وجل فاتصلت بصديقاتها
وأقاربها ووالدتها وأخوتها تودعهم وتوصي بملابسها لفقيرات معينات بالذات
عن طريق ابنتي التي تعرفهم وكتب لها عناوينهم وعندما بقي نصف ساعة أخذت
تقرأ سورة يس وهي تدعي لربها وتبكي وتلح في الدعاء أن يقبضها الله عز
وجل وهي صائمة عسى أن يخفف عنها حسابها وما إن انتهت من قراءة سورة يس
لفظت الشهادة ثلاث مرات ثم وقعت فوق القرآن الكريم وهي تذرف دموعها وتودع
أطفالها بابتسامة دون أن تتلفظ شيء
- وتم دفنها بنفس اليوم وفق ما وصتني به وأن لا أؤخرها لليوم التالي
ووصتني أن يكون القبر متواضع وفي مقبرة قديمة وأن لا نبكي ولا نحزن وأن
نحاول تقديم الاعتذار عنها للمواقع التي تكتب بها وسجلت لي اسماء المواقع
وكان رقم 1 موقع منتديات شبكة مشكاة وأعطتهم لابنتي لأنها تعلم أن وقتي
ضيق ولأن ابنتي كانت تجلس معها غالبا عند الكتابة لتعلمها الدعوة الى
الله عز وجل
ذهبت معي للعمرة مرة واحدة عام 1426 هـــــ وكنا نحلم بالحج الذي لم
نستطيع تأديته للظروف المادية القاسية وهذا هو الأمر الوحيد الذي تركته
في عنقي أن أحج عنها عندما تكون أحوالي المادية تخولني لأداء فريضة الحج
ولا أكتب ما أكتبه عنها لأنها زوجتي بل والله العظيم كانت نموذجاً للأم
والزوجة في التربية والأخلاق والالتزام وعدم مخالطة الرجال والحجاب
والصلاة والتهجد والصيام وقراءة القرآن الكريم والذب عن العلماء الذين
تقرأ لهم والذين لا تقرأ لهم وكانت تكره الغيبة والنميمة ولا تجلس مجلس
يذكر فيه شخص أي انسان بغيبة وتدعوا للجميع بالهداية والصلاح وراضية
بقضاء ربها حيث توفي لها أول طفل ولدته واحتسبته عند ربها
كانت مثالا في تربية أولادي فحفظتهم حتى كاد البعض منهم يختم القرآن
الكريم ولم يبق لهم إلا الجزء اليسير من الأجزاء الأخيرة لحفظ القرآن
الكريم بصورة ممتازة ومجودة وبأكثر من قراءة من القراءات المعروفة وهم
الآن يسارعون في انهاء ما بقي عليهم تنفيذا لوصية والدتهم بالحفظ
والتطبيق العملي , حيث كانت تقول لهم أريد أن أرى أحكام و تعاليم القرآن
الكريم يضيء فيكم
كانت طلباتها قليلة جدا وترضى بالقليل وتراعي ظروفي ولا تقتني الا الشيء
اليسير وتوفيت وهي لا تملك معي منزل لأنني أعيش مع والدتي التي تسكن
لوحدها مع أختي ولم ترضى لي استئجار منزل بعيد عن أمي حتى أكسب رضاها
يومياً وحتى لا ترهقني مالياً
أكرر شكري لكم جميعاً ووقوفكم لجانبنا وشكر الله لكم جميعاً وجزاك الله
الخير في الدنيا والآخرة وهذه هي حال الدنيا مهما طالت فان مصيرنا إلى
حفرة ضيقة مظلمة نوسعها وننورها بجدنا وعملنا وتوكلنا على الله سبحانه
وتعالى ولا راد لقضاء الله ولله ما أعطى وما أخذ ولله الأمر من قبل ومن
بعد وهو أرحم الراحمين وأسأله تعالى أن يغفر لزوجتي ولجميع المسلمين
والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إنه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير
وأحسبها أنها كانت تقية وكانت تريد أن تفعل أي شيء يرضي ربها وأن تبتعد
عن كل شبهة ومعصية وذنب وكلنا خطاء واننا لا نزكي على الله أحد أبداً
فنحن نحكم على الظاهر والقلب والباطن لا يعلمه إلا الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـول للامانه